الملخص فى الاشتقاق

0 Comments

أ‌.    مقدمة
الحمد لله الذي جعل العربية على أشرف لسان، وأنزل كتابه المحكم في أساليبها الحسان، والصلاة والسلام على أفضل العرب لهجة، وأصدقهم حجة، وأقوم الدعاة إلى الحق محجة، وعلى آله الأمجاد، وصحبه الذين فتحوا البلاد، ونشروا لغة التنزيل في الأغوار والأنجاد، وحببوها إلى الأعجمين حتى استقامت ألسنتهم على النطق بالضاد.
أما بعد: كما عرفنا أن دراسة فقه اللغة داخل من دراسة اللغوية ويتضمن بها عنوانا كثيرة التي تعلمناها لزيادة المعرفة عن اللغة العربية. وفيها مواد كثرة كامعرت، والمشترك، والمتضاد، والمترادف، والاشتقاق، والقياس وغيرها.
فاليوم سنبحث جماعة مايتعلق بالاشتقاق تحت هذه المحتويات: تعريف الاشتقاق، أمثلة على الاشتقاق، طريقة معرفة الاشتقاق، أقوال العلماء في وقوع الاشتقاق في اللغة، التغييرات بين الأصل المشتق منه والفرع المشتق، المؤلفات في الاشتقاق، أقسام الاشتقاق. 
  
ب‌.            البحث
أ‌.       تعريف الاشتقاق
أ‌-          تعريفه في اللغة: الاشتقاق في اللغة أخذ شيء من شيء.
قال ابن منظور: اشتقاق الشيء: بنيانه من المرتجل، واشتقاق الكلام : الأخذ به يميناً وشمالاً، واشتقاق الحرف من الحرف: أخذه منه.  
ب‌-    تعريفه في الاصطلاح: عرف الاشتقاق بعدة تعريفات منها:
1. هو أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنىً ومادة أصلية، وهيئة تركيب لها؛ ليدل بالثانية على معنى الأصل بزيادة مفيدة؛ لأجلها اختلفا حروفاً أو هيئة.
2. وعرف بأنه: عملية استخراج لفظ من لفظ، أو صيغة من صيغة أخرى.
3. وعرف بأنه: استخراج لفظ من لفظ آخر متفق معه في المعنى والحروف الأصلية.
4. وعرف بأنه: أخذ كلمة من كلمة أخرى أو أكثر مع تناسبٍ بينهما في اللفظ والمعنى.
ب‌. أمثلة على الاشتقاق:
-       ضارب من ضرب، وحَذِرٌ من حَذِر، كتاب من كتب، وهكذا....
-       ضارب ومضروب، ويضرب، واضْرب فكلها أكثر دلالة، وأكثر حروفاً. وضَرب الماضي مساوٍ حروفاً، وأكثر دلالة، وكلها مشتركة في (ض ر ب) وفي هيئة تركيبها.
-       كتركيب (س ل م) فإنك ما تأخذ منه معنى السلامة في تصرفه، نحو: سلم، ويسلم، وسالم، وسلمان، وسلمى، والسلامة، والسليم: اللديغ؛ أطلق عليه تفاؤلاً بالسلامة.
هذا هو الاشتقاق الصرفي المعروف المحتج به الذي ينصرف الذهن إليه عند إطلاق الاشتقاق، وهو ما يعرف عند بعض اللغويين كابن جني بالاشتقاق الصغير أو الأصغر، حيث قال: فالصغير ما في أيدي الناس وكتبهم كأن تأخذ أصلاً من الأصول، فتتقَّراه، فتجمع بين معانيه، وإن اختلفت صيغه ومبانيه.
ت‌.طريقة معرفة الاشتقاق:
 أما طريقة معرفته فتكون من خلال تقليب تصاريف الكلمة حتى يرجع منها إلى صيغة هي أصل الصيغ دلالة اطرادٍ، أو حروفاً غالباً، كضرب فإنه دال على مطلق الضرب فقط.
ث‌.أقوال العلماء في وقوع الاشتقاق في اللغة
قال السيوطي: واختلفوا في الاشتقاق الأصغر؛ فقال سيبويه، والخليل، وأبو عمرو، وأبو الخطاب، وعيسى بن عمر، والأصمعي، وأبو زيد، وابن الأعرابي، والشيباني، وطائفة: بعض الكلم مشتق، وبعضه غير مشتق.
وقالت طائفة من المتأخرين اللغويين: كل الكلم مشتق؛ ونسب ذلك إلى سيبويه والزجاج.
وقالت طائفة من النظار: الكلم كله أصل، والقول الأوسط تخليط لا يعد قولاً، لأنه لو كان كل منها فرع للآخر لدار أو تسلسل، وكلاهما محال؛ بل يلزم الدور عيناً؛ لأنه يثبت لكل منها أنه فرع، وبعض ما هو فرع لابد أنه أصل؛ ضرورةَ أن المشتق كله راجع إليه أيضاً.
وقال ابن دحية في التنوير:الاشتقاق من أغرب كلام العرب، وهو ثابت عن الله تعالى بنقل العدول عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنه أوتي جوامع الكلم، وهي جمع المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة، فمن ذلك قوله فيما صح عنه:يقول الله: أنا الرحمن خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي، وغير ذلك من الأحاديث.
أما أكثر العلماء كلاماً على الاشتقاق فهو ابن جني.
ج‌.  التغييرات بين الأصل المشتق منه والفرع المشتق
قال السيوطي: ثم التغييرات بين الأصل المشتق منه والفرع المشتق خمسة عشر: الأول : زيادة حركة، كعِلْم وعَلِم.
الثاني : زيادة مادة، كطالب وطلب.
الثالث :زيادتهما، كضارب وضَرَب.
الرابع : نقصان حركة، كالفرس من الفرس.
الخامس : نقصان مادة، كثبت وثبات.
السادس : نقصانهما، كنَزَا ونزوان.
السابع : نقصان حركة وزيادة مادة، كغضبى وغضب.
الثامن : نقص مادة وزيادة حركة، كحرم وحرمان.
التاسع : زيادتهما مع نقصانهما، كاستنوق من الناقة.
العاشر : تغاير الحركتين، كبَطِر بَطَراً.
الحادي عشر : نقصان حركة وزيادة أخرى وحرف، كاضرب من الضرب.
الثاني عشر : نقصان مادة وزيادة أخرى، كراضع من الرضاعة.
الثالث عشر : نقص مادة بزيادة أخرى وحركة، كخاف من الخوف، لأن الفاء ساكنة في خوف، لعدم التركيب.
الرابع عشر : نقصان حركة وحرف وزيادة حركة فقط، كعِدْ من الوَعْد، فيه نقصان الواو وحركتها وزيادة كسرة.
الخامس عشر : نقصان حركة وحرف وزيادة حرف، كفاخر من الفخار، نقصت ألف، وزادت ألف وفتحة.
ح‌.  المؤلفات في الاشتقاق
قال السيوطي : أفرد الاشتقاق بالتأليف جماعة من المتقدمين منهم الأصمعي، وقطرب، وأبو الحسن الأخفش، وأبو نصر الباهلي، والمفضل بن سلمة، والمبرِّد، وابن دريد، والزجَّاج، وابن السراج، والرماني، والنحاس، وابن خالويه.
وممن كتب في الاشتقاق العلامة محمد بن علي الشوكاني حيث ألف كتاباً اسمه (نزهة الأحداق).
وممن كتب في الاشتقاق صديق خان × في كتابه (العلم الخفاق من علم الاشتقاق).
ومن المحدثين عبدالقادر المغربي في كتابه (الاشتاق والتعريب).
ومنهم عبدالله أمين في كتابه (الاشتقاق) وقد بلغ فيه الغاية القصوى كما قال الأستاذ عبدالسلام هارون.
وأما الذين أودعوه مؤلفاتهم من المحدثين فكثير منهم د. إبراهيم أنيس في كتابه (من أسرار اللغة) ود. علي عبدالواحد وافي في كتابه (فقه اللغة) ود. إميل يعقوب في كتابه (فقه اللغة العربية وخصائصها) وغيرهم كثير.
خ‌.  أقسام الاشتقاق
الاشتقاق الصرفي: وهو ما يسميه ابن جني بالصغير أو الأصغر وقد مضى الحديث عنه. أخذ كلمة من أخرى بتغيير في الصيغة مع تناسبهما في المعنى واتفاقهما في حروف المادة الأصلية وترتيبها. مثل: ضرب، أضرب، ضرب، ضارب، تضرب، تضارب، استضرب، ضارب، ضروب، مضروب، أضرب منه، مضرب، مضرب، مضراب، ضريب، ضراب، ضرب، ضريبة.
الاشتقاق الأكبر: فهو أن تأخذ أصلاً من الأصول الثلاثية، فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً، وتجتمع عليه التراكيب الستة، وما يتصرف من كل واحد منها عليه. أو أن يكون بين الكلمتين تناسب في المعنى واتفاق في بعض حروف المادة الأصلية وترتيبها سواء أكانت الحروف المتغايرة متناسبة في المخرج الصوتي أم لم تكن. مثل جذب وجبذ، وحمد ومدح. ويعرف بالقلب. وأمثلة ما يلي:
أ‌-      (كلم): وتقليباتها: كمل، مكل، ملك، لكم، لمك، وتفيد كلها معنى (القوة والشدة).
ب‌-           (سمل): وتقليباتها: سلم، مسل، ملس، لمس، لسم  وتفيد كلها معنى (الإصحاب والملاينة).
وهناك تقسيمات أخرى لبعض المحدثين كعبدالله أمين في كتابه الاشتقاق، وغيره ممن كتبوا في الاشتقاق، حيث يقسمون الاشتقاق تقسيماً أخر على نحو ما يأتي:
1. الاشتقاق الصرفي الصغير : بأنه: انتزاع كلمة من كلمة أخرى بتغيير في الصيغة مع تشابه بينهما في المعنى، واتفاق في الأحرف الأصلية، وفي ترتيبها.
2. الاشتقاق الكبير: ويقصد به انتزاع كلمة من أخرى بتغيير في بعض أحرفها مع تشابه بينهما في المعنى، واتفاق في الأحرف الثابتة وفي مخارج الأحرف المغيَّرة. ويعرف هذا عند بعض العلماء بـ (القلب المكاني) . ومن أمثلته قولهم: جبذ وجذب، وما أطيبه وما أيطبه، وربض، ورضب، وصاعقة، وصاقعة، وهكذا. . .
3. الاشتقاق الكُبَار، أو ماسماه ابن جني: الاشتقاق الكبير أو الأكبر: وهو أن تتحد الكلمات في بعض الحروف، وتختلف في باقيها مع اتحادها في المخرج. مثل: نعق ونهق: العين والهاء حرفان حلقيان.
4. الاشتقاق الكبَّار: وهو أن يؤخذ من كلمتين أو أكثر كلمة واحدة، وهو ما يعرف بالنحت. مثاله قولهم في: أدام الله عزك: د معزة، وفي: لا حول ولا قوة إلا بالله: حوقلة، وفي بسم الله: بسملة.
ج‌.  الاختتام
الاشتقاق هو أخذ شيء من شيء.أو أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنىً ومادة أصلية، وهيئة تركيب لها؛ ليدل بالثانية على معنى الأصل بزيادة مفيدة؛ لأجلها اختلفا حروفاً أو هيئة. المثال: ضارب من ضرب، وحَذِرٌ من حَذِر، كتاب من كتب، وهكذا....
يرجع منها إلى صيغة هي أصل الصيغ دلالة اطرادٍ، أو حروفاً غالباً لمعرفة الاشتقاق.
أقسام الاستقاق : الاشتقاق الصرفي و الاشتقاق الأكبر. وهناك تقسيمات أخرى لبعض المحدثين كعبدالله أمين في كتابه الاشتقاق: الاشتقاق الصرفي الصغير، والاشتقاق الكبير، والاشتقاق الكُبَار، والاشتقاق الكبَّار.
هكذا ما قدرت من البحث عسى أن يسهل الله فى بحث العلوم و جميع أعمالنا.




Intelektual Muslim

Some say he’s half man half fish, others say he’s more of a seventy/thirty split. Either way he’s a fishy bastard.

0 komentar: