المعاجم العربية

0 Comments

الباب الأول
المقدمة
المعاجم العربية كثيرة ومتنوعة، وهي _ كذلك _ مختلفة في طريقة ترتيبها لألفاظ اللغة، وشرحها لتلك الألفاظ. ومنذ عصر الخليل بن أحمد _ وهو صاحب أول معجم شامل في العربية حتى وقتنا الحاضر _ والباحثون ينهلون من تلك الموارد، ويفيدون منها كل بحسبه.
ولما كان الأمر كذلك كان من المناسب أن تدرس تلك المعاجم دراسة موجزة تُعنى بأصحاب هذه المعاجم، وبالمنهج الذي اتبعوه في تأليفها، وبيان خصائصها، ومميزاتها، والمآخذ عليها؛ حتى يكون الباحث على بينة من أمرها؛ بحيث يتمكن _ عند الكشف عن معنى لفظ يريده _ من أن يختار منها ما يناسبه دون مشقة أو عناء. ولهذا فسيعرض _ فيما يأتي _ من صفحات دراسة موجزة لأشهر معاجم اللغة العربية.
وقبل الشروع في ذلك يحسن الوقوف على مسائل مهمة في هذا الباب، وذلك في الفصل الأول منه.






الباب الثاني
البحث
الألف. مفهوم المعجم، والمدارس المعجمية.
1)   مفهوم المعجم.
أ‌.       تعريف المعجم.
تعريفه في اللغة: قال ابن فارس : العين والجيم والميم ثلاثة أصول، أحدها يدل على سكوت وصمت، والآخر على صلابة وشدة، والآخر على عضٍّ ومذاقة.
 تعريف المعجم في الاصطلاح: هو كتاب يضم ألفاظ اللغة العربية مرتبة على نمط معين، مشروحة شرحاً يزيل إبهامها، ومضافاً إليها ما يناسبها من المعلومات التي تفيد الباحث، وتعين الدارس على الوصول إلى مراده.
ب‌. تنبيه حول كلمة إطلاق المعجم.
إطلاق كلمة المعجم تدل على ما تقدم ذكره من أنه كتاب يضم ألفاظ اللغة ويشرح معانيها الخ. . إنما هو المعنى الغالب عليه.
وإلا فإن المؤرخين من علماء الحديث قد سبقوا علماء اللغة في هذا الإطلاق؛ فسموا كتبهم معاجم. فهذا أحمد بن علي بن المثنى (210_307) يُطْلِقُ على كتاب وضعه لمعرفة الصحابة: (معجم الصحابة).
 وكذلك فعل عبدالله بن عبدالعزيز البغوي (ت214) المحدث حين أطلق على كتابه (المعجم الكبير) و (المعجم الصغير). ولذلك يحسن التقييد عند البحث فيقال: المعاجم اللغوية.

ج.  أنواع المعاجم.
ينبغي التفريق بين نوعين من هذه المعاجم اللغوية:
أحدهما: نوع يشرح معاني الألفاظ، ويبين أصلها، وما اشتقت منه، معتمداً في ذلك صاحبها على نظام معين في ترتيب المواد اللغوية؛ بحيث يمكنه جمع اللغة بطريقة حاصرة سواء على نظام التقليبات أم القافية أم الأبجديةكما سيتبين ذلك فيما بعد .
ويطلق على هذا النوع من المعاجم اسم (المعاجم المجنسة) أو (معاجم الألفاظ).
وقد مر تأليف هذه المعاجم بمرحلتين:
1.    جمع الكلمات كم اتفق؛ فالعالم يرحل إلى البادية؛ فيسمع كلمة مثلاً كلمة في الأنواء، وثانية في المطر، وثالثة في الغابات والشجر وهكذا. . .
2.    جمع الكلمات بطريقة حاصرة لكل ألفاظ اللغة، وهذا هو المقصود الآن من المعاجم اللغوية.
النوع الثاني: يهدف إلى جمع الألفاظ الموضوعة لمختلف المعاني:
وهذه يرجع إليها من يعرف المعنى، ويرغب في معرفة اللفظ الموضوع له. ويُطْلِق على هذا النوع بعضُ الباحثين: (المعاجم المبوبة) أو (معاجم المعاني) أو (معاجم الموضوعات).
ومن أبرز الكتب التي ألفت في ذلك كتاب (غريب المصنف) لأبي عبيد ت222هـ، و (الألفاظ) لابن السكيت ت244هـ، و (الألفاظ الكتابية) للهمذاني ت327هـ، و (مبادئ اللغة) للإسكافي ت421هـ، و (فقه اللغة) للثعالبي ت429هـ، و (المخصص) لابن سيدة ت458هـ
2)   المدارس المجمية.
أمكن لبعض الباحثين المُحْدَثين أن يقسموا المعاجم اللغوية حسب طريقة ترتيب الألفاظ فيها، وجمعها في أبواب مرتبة ترتيباً معيناً إلى أقسام ثلاثة، سموها: المدارس المعجمية. ومعرفة هذه المدارس تعين على الاستفادة من تلك المعاجم، حيث تُعَرِّف طريقةَ مؤلفيها، ومناهجهم.
والمدارس المعجمية ترجع في جملتها إلى ثلاث هي: مدرسة التقليبات بنوعيها الصوتية والأبجدية، مدرسة القافية، مدرسة الأبجدية العادية.
أ‌.        مدرسة التقليبات بنوعيها الصوتية والأبجدية.
وأول من ابتكرها صاحب أول معجم شامل في العربية، وهو الخليل بن أحمد في كتابه (العين).حيث جمع الكلمات المكونة من حروف واحدة في مكان واحد مراعياً بذلك الناحية الصوتية؛ فهو يبدأ بأبعد الحروف من هذه الناحية.
        ولما كانت حروف الحلق هي الأبعد مخرجاً فهو يبدأ بها، ثم يثني باللسانية، وهي التي تليها في المخرج، ثم بالشفوية، ثم اختتم بحروف العلة. فمثلاً: الكلمات الثلاثية يكون لها ستة تقليبات، ويبدأ فيها بأبعدها مخرجاً.
        مثال ذلك: الكلمات التي تكون من الباء والراء والعين لها تقليبات ستة-كما مر- ويبدأ بأبعدها مخرجاً وهي العين، ثم بالراء؛ لأنها لسانية، ثم بالياء؛ لأنها شفوية.
هكذا: 1- عرب 2- عبر 3- رعب 4- ربع 5- بعر 6- برع.
        وهذا ما يعرف بالتقليبات الصوتية، فالخليل - رحمه الله - وضع الحروف على حسب مخارجها؛ فبدأ بأبعدها مخرجاً وهو العين فسمى معجمه بذلك.
وهذا تأليفه للحروف  رحمه الله:  ع ح هـ خ غ / ق ك / ج ش ض / ص س ز / ط د ت / ظ ث ذ / ر ل ن / ف ب م / و ى / همزة.
 مثال آخر لطريقة التقليبات:مادة: الراء، والكاف، والباء: ركب. كيف نبحث عنها في كتاب العين أو غيره ممن يأخذ بنظام التقليبات؟
  والجواب يكون بطريقة التقليبات الصوتية؛ حيث يبحث عن أبعد حروف المادة مخرجاً فيبدأ، وذلك كما يلي:كرب، كبر، ركب، ربك، بكر، برك، وهكذا...
        هذا وقد تَبِعَ الخليلَ بنَ أحمدَ في هذه الطريقة علماءُ كثيرون، من أشهرهم: أبو علي القالي ت356هـ في معجمه (البارع)، وأبو منصور الأزهري ت370هـ في معجمه (التهذيب)، وابن سيدة ت458هـ في معجمه (المحكم).
        وهذه الطريقة صعبة، تحتاج إلى معرفة بالأصوات، وهذا ما قلل الاستفادة من المعاجم التي تأخذ بهذه الطريقة.
 وهناك نوع آخر من التقليبات، ويكون حسب أول الحروف ترتيباً من الناحية الأبجدية؛ فالمادة الثلاثية وتقليباتها الستة توضع تحت أول الحروف ترتيباً من هذه الناحية. فمثلاً ترتيب مادة الباء، والراء، والعين، يكون هكذا: برع، بعر، ربع، رعب، عبر، عرب. وينفرد ابن دريد بهذه الطريقة في كتابه الجمهرة.
ب‌. مدرسة القافية.
وهذه المدرسة تعتمد على الحرف الأخير  كما يبدو في التسمية  حيث يُنظر إلى الحرف الأخير في المادة، فَيُجْعَلُ باباً، والحرف الأول، فيجعل فصلاً.
والمعجم  بذلك  يحتوي على ثمانية وعشرين باباً بعدد حروف الهجاء، وكل باب يحوي ثمانية وعشرين فصلاً.
مثال ذلك كلمة (علم) يبحث عنها في باب الميم، فصل العين وهكذا. . .
وقد اتبع هذه الطريقةَ كثير من العلماء، من أشهرهم الجوهري ت398هـ في معجمه (الصحاح)، وابن منظور ت711هـ في معجمه (لسان العرب) والفيروزأبادي ت817هـ في (القاموس المحيط) والزبيدي ت1205هـ في معجمه (تاج العروس في شرح ألفاظ القاموس).
ج.  مدرسة الأبجدية العادية.
وهي التي يراعى فيها وضع الألفاظ وترتيبها في أبواب وفصول حسب الترتيب الموجود في الكلمة، فينظر إلى الحرف الأول، والثاني وما يكون معهما لفظاً ثلاثياً بدون تقليب، بل ترتب الأبواب حسب الحرف الأول مراعىً في ذلك الحرف الثاني، ثم الثالث.
وهذه طريقة سهلة ميسرة؛ ولهذا رأى كثير من العلماء _ وخاصة المحدثين _ اتِّباعها؛ لأنها لا تحتاج إلى دراسة الأصوات، ولكنها تسير حسب ما هو معروف في الترتيب الأبجدي العادي. ولعل أول من أخذ بتلك الطريقة العالم اللغوي ابن فارس في معجميه (مقاييس اللغة) و (مجمل اللغة).
وكذلك الزمخشري ت538هـ في معجم (أساس البلاغة) وكذلك المعاجم الحديثة مثل (المعجم المحيط) ومختصره (قطر المحيط) لبطرس البستاني ت1307هـ، و (المنجد) للأب لويس المعلوف ت حوالي1324هـ، و (المعجم الوسيط) الذي صدر عن المجمع اللغوي سنة 1380هـ.
الباء. دراسة لبعض المعاجم التي تأخذ بنظام التقليبات.
وتحته أربعة مباحث:
نظام التقليبات _ كما مر _ على نوعين: أحدهما: نظام التقليبات الصوتية، والآخر: نظام التقليبات الأبجدية.
والحديث هنا سيتناول أربعة كتب تأخذ بنظام التقليبات، ثلاثة منها تأخذ بنظام التقليبات الصوتية، وهي (العين) و (التهذيب) و (المحكم).
وواحد منها يأخذ بنظام التقليبات الأبجدية، وهو (الجمهرة).
1)      الكتاب الأول:( كتاب العين).
أ‌.       صاحبه.
وهو من أصل عربي، ولد في عُمان على الخليج العربي سنة100هـ، ونشأ في البصرة، وعرف بالبصري، وتلقى على أيدي كبار علمائها من أمثال أبي عمرو ابن العلاء، وأيوب، وعاصم الأحول، كما تصدى للتدريس بمجالس البصرة، فتتلمذ على يديه كثير من أفاضل العلماء كالنَّضْر بن شميل، والأصمعي، وسيبويه.
وكان ذا ديانة، وعفاف وصيانة، وجود وزهد، وقناعة، وسماحة نفس. وكان ذا عقلية جبارة، وموهبة فذة مبتكرة.
ب‌. الاهتمام بكتاب العين وخلاصة الآراء حوله.
اهتم العلماء بكتاب العين، وكثر الجدل والخلاف حوله خصوصاً من ناحية تأليفه ومؤلفه؛ فمنذ عصر الخليل إلى عصرنا هذا والخلاف حوله كثير جداً.
ويكاد الخلاف في هذه المسألة يتلخص في الآراء التالية:
1.   أن الخليل لم يؤلف كتاب العين، ولا صلة له به، وممن قال بذلك أبو علي القالي، وأستاذه أبو حاتم.
2.   أن الخليل لم ينفرد بتأليف كتاب العين، ولكن كان لغيره عون في ذلك؛ حيث مال أغلبهم إلى أن الليث هو الذي ساعد في إتمام الكتاب.
3.   أن الخليل عمل من كتاب العين أصوله، ورتب أبوابه، وصنف مواده، ولكن غيره حشا المفردات.
4.   أن الخليل عمل كتاب العين، بمعنى أنه ألفه، وروي عنه  (الرأي الراجح).
                       


ج‌.  المنهج الذي سار عليه الخليل في كتاب العين:
1.   اتبع نظام التقليبات الصوتية وبدأ بأبعد الحروف مخرجاً.
2.   جمع الكلمات المكونة من حروف واحدة في موضع واحد، واتبع فيها نظام التقليبات.
3.   لاحظ الأبنية حسب مقدار حروف الكلمة؛ حيث يبدأ بالثنائي، ثم الثلاثي، ثم الرباعي، ثم الخماسي.
4.   أرجع الكلمة إلى حروفها الأصلية وذلك بتجريدها من الزوائد، وإرجاعِ المعتل إلى أصله، مثال ذلك: استغفر تكون: غفر، وقال: قول، وباع: بيع وهكذا. . .
5.   استشهد بالكتاب، والسنة، كما استشهد بالمأثور من كلام العرب، ونادراً ما يَنْسِب ما يَذْكُر.
6.   ينبه على المهمل والمستعمل في بداية كل مادة وتقليباتها مثال ذلك: باب العين والكاف، والدال، عكد، دعك، دكع، مستعملات، عدك كدع، كعد مهملات.

د‌.     المآخذ على كتاب العين:
1.   استشهاده بشعر بعض المُحدثين، واحتواؤه على حكايات عن بعض المتأخرين الذين جاؤوا بعد وفاة الخليل كأبي إسحاق الزجاج، وكراع النمل وغيرهما.
2.   خلطه بعض المواد الرباعية والخماسية.
3.   احتواؤه على كثير من التصحيفات التي لا تليق بالخليل.
4.   بناء المعجم على أساس صوتي، وذكر المادة وتقليباتها في موضع واحد؛ فهذا يجعل البحث عن الكلمات صعباً؛ إذ لا بد من معرفة مخارج الأصوات، ومعرفة التقليبات لمن يريد الكشف في العين عن معنى كلمة حتى يسهل عليه ذلك.




2)     الكتاب الثاني: (كتاب تهذيب اللغة).
أ‌.       صاحبه.
هو أبو منصور محمد بن أزهر الهروي المعروف بالأزهري، ولد سنة 282هـ وتوفي سنة 370هـ.
ب‌. هدف الأزهري من التأليف.
لعل عنوان كتابه (التهذيب) يبين هدفه من تأليفه؛ فقد قصد من ذلك أن يهذب اللغة، ويخلصها مما علق بها من شوائب.
والمتتبع لكلامه في المقدمة كما يقول الدكتور أمين فاخر يبدو له أن للأزهري أهدافاً ثلاثة:
1.   تقييد ما سمعه وحفظه من أفواه العرب الذين شاهدهم وأقام بينهم.
2.   النصيحة الواجبة على أهل العلم لجماعة المسلمين.
3.   تصحيح الأخطاء الواردة في كتب اللغة قبله.
ج. منهجه.
يمكن تلخيص منهج الأزهري في كتابه التهذيب فيما يلي:
1.   اتبع نظام المخارج، وبدأ بحرف العين.
2.   سار على نظام التقليبات الصوتية بحيث يذكر المادة وما تقلب منها.
3.   قسم المعجم إلى أبواب حسب حروف الهجاء، ثم قسم كل باب إلى ستة أبنية، هي: الثنائي، والثلاثي الفصيح والمهموز والمعتل، والرباعي، والخماسي، وأشار في صدر كل باب إلى المهمل والمستعمل.
د. مميزات معجم التهذيب:
1.   اعتنى كثيراً بالشواهد القرآنية، والحديثية، وبالقراءات المختلفة.
2.   يشير إلى المهمل وسبب إهماله، كما يشير إلى المستعمل الذي أهمله من سبقه من العلماء.
3.   اهتم بنسبة الأقوال إلى أصحابها.
4.    اعتنى بذكر المواضع والبلدان.
5.   توسع في ذكر الألفاظ وشرحها.
ح‌.   المآخذ على التهذيب: من المآخذ عليه ما يلي:
1.   اتِّبَاعُه نِظامَ التقليباتِ الصوتية مما جعل البحث فيه عسيراً صعباً.
2.   توسعه في الشرح مما فتح عليه باب التكرار.
3.   تحامله على كثير من اللغويين السابقين.
3)     الكتاب الثالث: المحكم، والمحيط الأعظم في اللغة.
أ‌.       صاحبه.
هو ابن سِيْدَة أبو الحسن علي بن إسماعيل المعروف بابن سيدة المرسي الأندلسي. ولد سنة 397هـ بمدينة مرسية بالأندلس، وتوفي سنة 458هـ. ورغم أنه كان ضريراً فقد نبغ في كثير من العلوم، وخاصة اللغة، فقد كان إماماً بها.
ب‌. هدفه من تأليف كتاب المحكم.
يتضح من مقدمته أن هدفه فيه يكاد ينحصر في أمرين:
1.   جمع شتيت المواد اللغوية في الكتب والرسائل في كتاب واحد يغني عنها.
2.   أنه أراد تصحيح ما فيها من أخطاء.
ج‌.  منهجه: 
1.   اتبع نظام التقليبات الصوتية، وبدأ بأبعد الحروف مخرجاً وهو العين.
2.   وضع لنفسه نطاماً يسير عليه في اختيار الألفاظ؛ فحذف بعض الأبنية لاطرادها، أو فهمها من سياق الكلام، وأشار إلى أبنية لم تذكرها المعاجم السابقة، بل ذكرتها كتب النحو والصرف، كما ميز الأبنية المتشابهة التي أغفلها اللغويون من قبله كتمييزه بين الاسم الجمع، وجمع الجمع، وغير ذلك.

د‌.      مميزات معجم المحكم:
1. تجنب الأخطاء التي وقعت في كتاب العين.
2. تجنب التكرار الذي وقع في تهذيب الأزهري.
3. اعتنى بالأحكام النحوية والصرفية التي أغفلتها المعاجم السابقة.
4. اعتنى باللغات والأعلام والعروض.
5. اعتنى بكثير من الظواهر اللغوية مثل المزاوجة، والاتباع، والتغييرات المجازية.
6. أكثر من الشواهد غير مقتصر على ما ورد في المعاجم السابقة.
ح.  المآخذ على المعجم:
1. اتباعه لنظام التقليبات الصوتية، مما جعل البحث فيه عسيراً.
2. مخالفته لبعض علماء اللغة الموثوق بهم.
3. وقوعه في بعض الأخطاء والتصحيفات، كما في قوله في (الهسع والهيسوع): اسمان وهي لغة قديمة لا يعرف اشتقاقها.
4)     الكتاب الرابع: معجم جمهرة اللغة.
هذا الكتاب يمثل نظاماً جديداً من التأليف مختلفاً عن نظام الخليل وما تبعه من المعاجم التي سارت وفق مدرسة التقليبات الصوتية؛ ولهذا تأخر ذكره في الدراسة في هذا الكتاب مع أنه متقدم عليها في لتأليف.
أ‌.       صاحبه.
هو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد. ولد عام 223هـ بالبصرة، وتوفي فيها عام 321هـ عن ثمانية وتسعين عاماً. ويعد من أبرز علماء القرنين الثالث والرابع من الهجرة.
ب‌.سبب التسمية، والهدف من الكتاب.
أما سبب تسمية الكتاب بـ: الجمهرة فلأنه كما يقول في المقدمة: وإنما أعرناه هذا الاسم، لأنا اخترنا له الجمهور من كلام العرب، وأرجأنا الوحشي المستنكر.
أما الهدف فواضح من المقدمة، ويكاد ينحصر في أمرين:
1. جمع الألفاظ الشائعة المألوفة والبعد عن الوحشي المستنكر.
2. جمع الألفاظ بطريقة ميسرة خلاف ما كانت عليه طريقة الخليل.
ج‌.  المآخذ على الجمهرة:
1.   اتباعه لنظام التقليبات الأبجدية؛ فهي وإن كانت أيسر من نظام الصوتية إلا أن نظام التقليبات بحد ذاته شاق.
2.   وقوعه في كثير من الاضطرابات؛ فقد خلط في الأبنية ونظامها؛ حيث لم يجعلها الأساس الأول في جميع المعجم، ولكنه ألحق في بعض الأبواب إضافات صادفته أثناء التأليف.
3.   أنه اتهم باضطراب التصنيف وفساد التصريف كما ذكر ذلك ابن جني .
4.   أنه اتهم بالكذب، وصنع الألفاظ، حيث حكى السيوطي ذلك عن الأزهري ثم قال: وقال الأزهري: ممن ألف الكتب في زماننا فرُمي بافتعال العربية وتوليد الألفاظ أبو بكر بن دريد، وقد سألت عنه إبراهيم بن محمد بن عرفة  يعني نفطويه  فلم يعبأ به ولم يوثقه في روايته.






Intelektual Muslim

Some say he’s half man half fish, others say he’s more of a seventy/thirty split. Either way he’s a fishy bastard.

0 komentar: